ٱلْوَٰرِثُونَ

قَالَ الله تَعَالَى عَنْ وَرَثَةِ الفِرْدَوسْ: قَدْ أَفْلَحَ ٱلْمُؤْمِنُونَ  ٱلَّذِينَ هُمْ فِى صَلَاتِهِمْ خَـٰشِعُونَ  وَٱلَّذِينَ هُمْ عَنِ ٱللَّغْوِ مُعْرِضُونَ  وَٱلَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَوٰةِ فَـٰعِلُونَ  وَٱلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَـٰفِظُونَ  وَٱلَّذِينَ هُمْ لِأَمَـٰنَـٰتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَٰعُونَ  وَٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَٰتِهِمْ يُحَافِظُونَ  أُو۟لَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلْوَٰرِثُونَ  ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ  سُؤَالٌ لِي وَلَكُمْ - مَا مَعْنَى وَارِثْ؟ مَنْ هُوَ الْوَارِثْ؟ الوَرِيثُ يَمْلِكُ الشَّيْءَ. لاَ شَكَّ فِي حَقِّهِ فِي الشَّيْء.  فِي هَذِهِ الآيَاتِ الكَرِيمَةْ، وَصَفَ اللهُ صِفَاتَ وَرَثَةِ جَنَّةِ الفِرْدَوسْ - مِنَ المُهِمِّ بِالنِّسْبَةِ لَنَا التَّرْكِيزُ عَلىَ الآيَاتِ وَالبَحْثَ فِي قُلُوبِنَا، فِي حَيَاتِنَا، فِي أَخْلَاقِنَا، فِي ثَقَافَتِنَا وَنَسْأَلْ. هَلْ فِينَا أَيٌ مِنْ هَذِهِ الصِّفَاتْ؟ واستغفر والرجوع إِلَى الله بِالتَّوبَةِ الصَّادِقَةِ قَبَلَ اليَوْمِ الذِي نَقِفُ أَمَامَ اللهِ لِلْحِسَابْ. تحريم ط:٦٦ :٨  يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ تُوبُوٓا۟ إِلَى ٱللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّـَٔاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّـٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَـٰرُ يَوْمَ لَا يُخْزِى ٱللَّهُ ٱلنَّبِىَّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ مَعَهُۥ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَـٰنِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَٱغْفِرْ لَنَآ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ   -    اللّهُمَّ اجْعَلْنَا مَعَهُمْ إِخْوَانِي وَأَخَوَاتِي الأَعِزَّاءْ، أُذَكِّرُكُمْ وَنَفْسِي أَنَّ هَذِهِ الدُّنْيا مَكَانُ جِهَادٍ. نَحْنُ نَحْصُلُ فَقَطْ عَلَى مَا نَعْمَلُ مِنْ أَجْلِهْ.  قَالَ اللهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ العَزِيزْ: النجم ٥٣: ٣٩ -٤٠   وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَـٰنِ إِلَّا مَا سَعَىٰ وَأَنَّ سَعْيَهُۥ سَوْفَ يُرَىٰ  كَمَا قُلْتُ مِن قَبلْ، أَعْلَنَ الله تَعَالَى: قَدْ أَفْلَحَ ٱلْمُؤْمِنُونَ  ثُمَّ ذَكَرَ صِفَاتَ المُؤْمِنِينَ النَّاجِحِينْ.  فِي هَذَا ذَكَرَ اللهُ عِبَادَةً وَاحِدَةً مَعَ مَسْأَلَةٍ وَاحِدَةٍ مُهِمَّةٍ مِنَ الأَخْلَاقْ. قَالَ الله تَعَالَى: ٱلَّذِينَ هُمْ فِى صَلَاتِهِمْ خَـٰشِعُونَ  وَٱلَّذِينَ هُمْ عَنِ ٱللَّغْوِ مُعْرِضُونَ   وَأَهَمُّهَا الخُشُوعُ فِي الصَّلاةْ، وَاجْتِنَابُ كُلِّ مَعْصِيَةٍ وَمَا لَا فَائِدَةَ مِنْهْ. مِنَ المُهِمِّ أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا الآنَ كَيْفَ هُوَ حَالُنَا مَعَ صَلَاتِنَا؟ وَمَا مشغوليتنا فِي وَقْتِ الفَرَاغْ؟  الغَرَضُ مِنْ نُزُولِ القُرَآنِ أَنْ نُفَكِّرَ فِيهِ وَأَنْ نَتَدَبَّرَ أُمُورَهُ وَ أَنْ نَعْمَلَ بِأَحْكَامِهْ.  وَبَعْدَ ذَلِكَ قَالَ الله: وَٱلَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَوٰةِ فَـٰعِلُونَ  وَٱلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَـٰفِظُونَ  العِبَادَةُ مَعَ الأَخْلَاقْ.  الإِسْلَامُ هُوَ دِينُ العَمَلْ. لَيْسَ اسْمُ الأَيْدْيُولُوجِيَا أَوْ اسْمُ خَيَالٍ اوْ فَلْسَفَةٍ وَهَكَذَا.  الأَجْرُ فِي الإِسْلَامِ لِلْعَمَلِ لَا لِلْعِلْمِ فَقَطْ.  نَحْصُلُ عَلَى أَجْرِ الصَّلَاةِ بَعْدَ انْتِهَاءِ الصَّلَاةْ، لَيْسَ فَقَطْ لِمَعْرِفَةِ الصَّلَاةْ، نَفْسُ الشَّيءِ مَعَ كُلِّ الأُمُورِ فِي الإِسْلَامْ، الْأَجْرُ بَعْدَ الْعَمَلْ. وَهَذَا يُوضِحُ أَهَمِّيَةَ الْعَمَلِ فِي الإِسْلَامْ. وَبَعْدَ ذَلِكَ قَالَ الله: وَٱلَّذِينَ هُمْ لِأَمَـٰنَـٰتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَٰعُونَ  وَٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَٰتِهِمْ يُحَافِظُونَ  ذَكَرَ اللهُ سِتَّةَ أَشْيَاءَ لِيَكُونَ الإِنْسَانُ مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ الفِرْدَوسْ. الخُشُوعُ فِي الصَّلَاةْ، عَدَمُ ضَيَاعِ الوَقْتْ، وَإِعْطَاءِ الزَّكَاةِ وَالصَّدَقَةْ، وَالحِفَاظِ عَلَى العِفَّة، والوَفَاءِ بِالأَمَانَةِ وَالوُعُودْ، وَالعُقُودِ وَالمُحَافَظَةِ عَلَى الصَّلاَةْ.  انْظُرُوا إِلَى هَذَا بِالْمَعْنَى الدُّنْيَوِيّْ.. مَا قَوْلُكَ عَنِ الإنْسَانِ المُخْلِصِ لِله، الذِي لَا يُضَيِّعُ الوَقْتْ، وَيَتَصَدَّقْ، وَمُخْلِصٌ لِزَوْجَتِهْ، وَ يَصْدُقَ الوَعْدَ وَ كَذَلِكَ المَرْأَةُ المُخْلِصَةُ لِزَوْجِهَا هَلْ سَتَكُونُ صَلَاتُهُ أَوْ صَلَاتُهَا مَقْبُولَةْ؟  هَذَا هُوَ جَمَالُ الِاسْلَامْ، يَجْعُلَكَ فَائِزاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةْ. دَعَا اللهُ هَؤُلَاءِ النَّاسَ بِوَرَثَةِ الفِرْدَوسْ. الَّلهُمَّ اجْعَلْنَا مَعَهُمْ.